مقالات صحفية > مقالات مع الفجر
 
الأستاذ عبدالله عمر خياط
رحمه الله
عبدالله بن عبدالعزيز .. في رحاب الله

رحماك يا الله يا ودود يا ذا العرش المجيد بمن وهب حياته لخدمة دينك الحنيف. وسنة نبيك محمد بن عبدالله الذي أرسلته رحمة للعالمين.. وبذل من الفكر ما منحته إياه.. من الجهد ما قويته به لخدمة وطنه.. وشعبه، فكان بالفقراء رحيما.. وبالقائمين على تنفيذ توجيهاته السديدة داعما ومعينا، وبالشعوب التي عضها الجوع كريما. وبالدول التي أوشكت الفرقة أن تشتت شملها وتفتت قواها ساندا وحكما.


رحماك يا الله بابن عبدالعزيز الذي أحبه شعبه حبا جما. ولو كان يصح أن يفديه من الردى كل أبناء وطنه بأرواحهم وأبنائهم وما يملكون لما توانوا برهة واحدة. فقد كان ــ رحمه الله ــ حاكما فريدا. وزعيما مجيدا منح شعبه كل مبتغاه. وأقامت حكومته من المشاريع ما ارتقى بالكيان الكبير لبلادنا لمستوى الدول التقدمية في العالم أجمع..


وكما أحبه ــ تغمده الله برحمته ــ شعبه، فقد كرست الشعوب الإسلامية في شتى أقطار الأرض، بالغ حبها وعظيم تقديرها، لما أمر بتنفيذه من مشاريع ضخمة للحرمين الشريفين.. وتوسعة لم يسبق لها مثيل للمطاف الشريف. وكذا توسعة مشعر المسعى. وبأدوار ثلاثة يؤدي الحجاج والمعتمرون والزوار مناسك الحج والعمرة. والصلاة بالمسجد النبوي الشريف.. والسلام على رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وصاحبيه ــ رضوان الله عليهما ــ في تؤدة ويسر وسهولة.


عبدالله بن عبدالعزيز ــ أسكنه الله فسيح جناته ــ حاكم استثنائي قلد شعبه أفضل المنن. وأكرم العطايا، وواكب العصر بأفضل المنجزات التي سيخلده بها التاريخ على مر العصور والأجيال.


واليوم، وقد انتقل إلى رحاب رب كريم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها وأكثر لمن يشاء. فإننا نسأله ــ جل في علاه ــ أن يحسن إليه، كما أحسن إلينا وإلى شعوب الأرض قاطبة وأن يمن عليه بالرحمة والرضوان ويجعله من الذين سبقت لهم منه الحسنى بعفوه وكرمه. كما نسأله جلت قدرته أن يعين خليفته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، على السير بالذي يحقق الآمال والطموحات. وأن يلهم الشعب السعودي والأمة الإسلامية الصبر وجميل العزاء.. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».


السطر الأخير:
قال تعالى: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون.



 
صحيفة عكاظ - 03/04/1436 / 22/01/2015