مقالات صحفية > مقالات مع الفجر
 
الأستاذ عبدالله عمر خياط
رحمه الله
رحم الله شيخنا إبراهيم غلام

فقد مجتمع المدينة المنورة صباح يوم الجمعة 12/8/1434هـ علما من أعلامه الأخيار، ورجلا من رجالاته الأبرار الذي أحب الناس وبادلوه حبا بحب.


رجلا كانت معالجة مشاكل الناس هوايته، والسعي لإصلاح ذات البين أو ما قد ينشأ من اختلاف بين من يعرف ومن لا يعرف من الناس قضيته لا يهدأ ولا يرتاح حتى يصل للنتيجة التي ترضى بها جميع الأطراف.


هكذا عرفت الشيخ إبراهيم غلام عليه رحمة الله منذ أن تعرفت عليه بمنزل الرجل الكريم السيد حبيب أحمد رحمه الله، قبل نصف قرن أو يكاد.


وقد كان هو والسيد أديب صقر، والشيخ حليت بن مسلم الحربي، والسيد أسعد طه، والسيد ياسين طه، وعمدة قباء الشيخ حمدان الغامدي، والشيخ حسين رشوان – عليهم رحمة الله – إضافة إلى الأستاذ أسعد شيرة – أمد الله في عمره – في تواصل مستمر بمنز ل السيد حبيب يوم كان المنزل ملتقى الأخيار بالليل والنهار رحم الله السيد حبيب رحمة الأبرار، كما كان كل من الشيخ إبراهيم غلام، والأستاذ أسعد شيرة، والعم أديب صقر، لا يكادون يفترقون عن السيد حبيب حتى في السفر.


كما كانت تجمعهم دائما المناسبات التي تجمعهم بصاحب المعالي الأستاذ الكبير محمد عمر توفيق – يرحمه الله – عند تواجده بالمدينة المنورة، أو عندما يحلون ضيوفا عليه بمنزل معاليه بمكة المكرمة أو جدة أو الطائف يوم كان وزيرا للمواصلات وعندما تولى بالإضافة إليها وزارة الحج والأوقاف بعد استقالة معالي الشيخ حسين عرب رحم الله الجميع.


ولقد كان الشيخ إبراهيم غلام والشاعر حسين قاضي – رحمهما الله – أظرف ثنائي في جميع المواقف التي تمر بهما، والقصص التي تروى عنهما في هذا المجال لا حصر لها!!


ويروي الشيخ أحمد البكري: أن الشيخ إبراهيم رحمة الله عليه كان يوما راغبا في العودة من جدة إلى المدينة المنورة ولكنه فوجىء في المطار بعدم وجود مقعد على رحلة المدينة فسأل: هل هناك مقعد على طائرة أخرى؟.. فقال له موظف الخطوط: يوجد مقعد على الرحلة المتوجهة إلى دمشق! فقال الشيخ إبراهيم: على دمشق على دمشق ومنها نعود للمدينة.. وفعلا سافر إلى دمشق في الوقت الذي كانت أسرته تنتظر وصوله للمدينة، ولما لم تكن وسائل الاتصالات اللاسلكية في ذلك الزمان ميسرة بالشكل الذي توفر هذه الأيام.. فقد ظل الأهل في قلق حتى قدم إليهم من دمشق.. بعد يومين مبتسما وهو يقول: ليش القلق فالمهم أن أصل المدينة ولو عن طريق الشام!!


رحم الله الشيخ إبراهيم غلام وأسكنه فسيح جناته وصادق العزاء لأبنائه الكرام وكافة أسرته ومحبيه فالموت حق، إنا لله وإنا إليه راجعون.


السطر الأخير:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول

 
صحيفة عكاظ - 15/08/1434 / 23/07/2013