
أكتب اليوم عن صديق عزيز وقريب حبيب، وفاعل خير محبوب.
أكتب عن الأستاذ عبدالله إسماعيل قربان الذي قال عنه أخي المستشار أحمد الحمدان: «عبد الله لا مثيل له بين الشباب خلقا وسعيا لمساعدة ذوي الحاجات الخاصة مما يستطيعه من ماله، أو بما يمده به المحسنون الذين يثقون به وهو أهل لهذه الثقة» - رحمه الله.
وهذه حقيقة فمنذ أن عرفته بعد زواجي من شقيقته وهو - عليه رحمة الله – وإن كان يومها صغير السن إلا أنه من الذين يبتعدون عن اللهو واللغو.. فقد كان كلفا بالقراءة لكل ما يقع في يده من مجلة، أو كتاب، أو مخطوط.
والحق أنه انتفع بالعامين اللذين قضاهما في الكلية العسكرية بالرياض وجعلت منه رجلا يعرف لكل شيء قدره.. ولذا كنت ولا زلت أنادي بتجنيد الشباب ليستفيدوا بمنافع لا حصر لها في حياتهم التي اقتصرت أو طالت فلا بد أن يدركها الموت الذي لا مهرب منه بدليل الآية الكريمة: {إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}.
وفيما روى البخاري في صحيحه في حديث قدسي عن رب العزة والجلال: «وما ترددت في شيء أنا فاعله، ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت، وأكره مساءته ولا بد له منه».
فقد روي عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: سمعت الحارث بن الخزرج، يقول: حدثني أبي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ونظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عليه السلام عند رأس رجل من الأنصار، فقال: «يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن. فقال ملك الموت عليه السلام: طب نفسا وقر عينا، واعلم أني بكل مؤمن رفيق، واعلم يا محمد أني لأقبض روح ابن آدم فإذا صرخ صارخ من أهله قمت في الدار ومعي روحه. فقلت: ما هذا الصارخ؟ والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا قدره، وما لنا في قبضه من ذنب، فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا، وإن تحزنوا وتسخطوا تأثموا وتؤزروا، ما لكم عندنا من عتبى، وإن لنا عندكم بعد عودة وعودة، فالحذر وما من أهل بيت يا محمد شعر ولا مدر، بر ولا بحر، سهل ولا جبل، إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، والله يا محمد لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو أذن بقبضها».
رحم الله فقيدنا وألهم أهله ومعارفه الصبر وجميل العزاء.
السطر الأخير:
قال الله تعالى: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صولات من ربهم ورحمة}.
