مقالات صحفية > مقالات مع الفجر
 
الأستاذ عبدالله عمر خياط
رحمه الله
أدب التعامل مع الرسول الكريم

محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مكملة للإيمان، فقد جاء في سورة الأحزاب بكتاب الله الكريم: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}.


وفي كتاب من تأليف الأستاذ الدكتور سيد محمد ساداتي الشنقيطي صدر باسم: (أدب التعامل مع الرسول الكريم من خلال القرآن العظيم)، فقد قال المؤلف عن وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته هذه الآية الكريمة: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين}.


هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله بدون الالتزام بما صح عنه صلى الله عليه وسلم، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي، في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد». وفي هذا جاء في القرآن: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}؛ أي يحصل لكم فوق ما طلبتم بمحبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله، فابتلاهم بهذه الآية فقال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.


وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: «من أطاعني أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله».


وروى الإمام أحمد بسنده قال: لما نزلت هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} إلى قوله: {وأنتم لا تشعرون}، وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت فقال أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا من أهل النار حبط عملي. وجلس في أهله حزينا، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له: تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لك؟ قال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول، حبط عملي، أنا من أهل النار، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما قال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل هو من أهل الجنة».


السطر الأخير:
يا رب، بابك لا يرد اللائذين به حجاب

 
صحيفة عكاظ - 03/10/1437 / 07/07/2016